[ad_1] مع تطور الذكاء الاصطناعي في مجال توليد النصوص، تلجأ بعض الجامعات والمؤسسات التعليمية إلى فكرة رفض برامج الذكاء الاصطناعي ومنع الطلاب من استخدامها لمنعهم من الغش. ورغم أن هذا الأمر يبدو منطقيا للوهلة الأولى، إلا أنه يتعارض مع سرعة التطور السريع في واقع الذكاء الاصطناعي، وهذا ما فهمته جامعة هارفارد. الجامعة الأمريكية بدلا من رفض الذكاء الاصطناعي قررت إنشاء برنامج خاص بها لتعليم طلاب الجامعة وتزويدهم بخبرة المعلم بدلا من تقديم معلومات جاهزة. وفي ورقة بحثية نشرتها جامعة هارفارد بعنوان “تعليم CS50 بالذكاء الاصطناعي”، ذكر الباحثون مبدأ عملهم، وكيف قاموا بإنشاء برنامج ذكاء اصطناعي مساعد للطلاب يمكن أن يوفر لهم تجربة فريدة من نوعها. وأهم ما قدمته الورقة هو فكرة إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم لدرجة أن يكون لكل طالب معلمه الخاص. بدأت فكرة المشروع البحثي بسبب الضجة الكبيرة التي لقيها الذكاء الاصطناعي في عام 2023، حيث وجد المعلمون في جامعة هارفارد أنه لا مفر من استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، كما أن حظره قد يضر الطلاب والتعليم على العموم. هذه الفكرة دفعت الجامعة إلى البحث عن حلول بديلة، من خلال تصميم ذكاء اصطناعي خاص بها، والذي لا يمنح الطالب الإجابة النهائية، بل يوفر له طريقة للوصول إلى الحل. بدأت تجربة الجامعة مع طلاب الفصل الصيفي في الجامعة والذين بلغ عددهم 70 شخصا لتجربة هذا النظام الجديد عليها. ثم قامت بتوزيعها لاستخدامها في دروسهم التي يتم تدريسها عن بعد، ومن ثم توزيعها على مجموعة من الطلاب في الفصل الدراسي بالجامعة. ومن خلال هذه التجربة تمكنت الجامعة من اختبار النظام على عدة مجموعات وتحسين عمله. وتمكنت الجامعة من تنفيذ تجربة مفيدة تزود الطالب بخطوات حل المشكلات دون تقديم الحل النهائي، وذلك من خلال دمج نظريات أصول التدريس والتدريس مع الذكاء الاصطناعي. احتوى البحث على 4 مشاريع: المشروع الأول وهو شرح السيناريو، المشروع الثاني وهو تحسين السيناريو، الثالث والذي اعتبر أهم موضوع: بطة الذكاء الاصطناعي كمساعد شخصي، والمشروع الرابع والذي كان بمثابة الرد الآلي على الأسئلة في منتدى الدروس الإلكتروني. واستخدم برنامج جامعة هارفارد نظام “OpenAI” وأضاف إليه بعض الميزات من خلال أوامر خاصة، مثل ميزات النظام الذي يقوم بدور المعلم والخيارات المشابهة. بالإضافة إلى ذلك قامت الجامعة بتطوير قاعدة بيانات إضافية لتحسين نتائج النظام من خلال توفير أحدث البيانات، حيث أن النماذج اللغوية المشابهة لـ Open AI لها فترة زمنية محددة لا يستطيع النظام بعدها معرفة أي معلومات، وموضوع تطويرها هو مرهقة ماليا ووقتيا. كما أضافوا خاصية للحماية من التلاعب بالأوامر، حيث قد يتمكن الطالب من التحايل على النظام وطلب تقديم نتائج كاذبة، كما قاموا بوضع عدد محدد من الأسئلة التي يمكن للطالب طرحها خلال فترة محددة، وذلك من أجل التأكد من إعطاء بعض الوقت للطالب نفسه للتفكير في الحلول بطريقة أكثر عملية والتفكير في الأسئلة. أقل وأكثر دقة. وقام الفريق بمراجعة النتائج من خلال طلب استطلاع رأي من الطلاب في منتصف الفصل الدراسي ونهايته، وكانت النتائج جيدة للفريق. وذكر بعض الطلاب أنهم شعروا بأن لديهم معلم شخصي يقدم لهم النصائح باستمرار ويرشدهم ولا يشتكي من الأسئلة المملة والمتكررة، وذكر البعض أنهم تمكنوا من الحصول على بعض التلميحات من الأداة من أجل تحسين عملهم . وعلى الرغم من هذه النتائج القيمة، وجد الفريق أيضًا أن بعض الإجابات التي قدمها البرنامج كانت غير صحيحة وتحتاج إلى تحسين. وعند قياس نسبة دقة البرنامج ومقارنتها بمعلومات المعلمين جاءت النتائج على النحو التالي: 88% معلومات صحيحة فنياً و77% معلومات صحيحة إدارياً. ورغم أن البرنامج حقق نتائج جيدة من خلال الرد على الأسئلة والنتائج النصية، إلا أن ما ينقص مثل هذه الأدوات هو القدرة على التحقق من صلاحية البرنامج من حيث الشكل والتصميم، حيث أن البرنامج لا يقدم هذه الميزة حاليا، بل يتطلب معلم ومشرف لمتابعة الموضوع. إضافة إلى ذلك فإن التجربة التي نفذها الفريق اقتصرت على الدروس المقدمة في علوم الحاسوب، ولم تكن التجربة واسعة لتشمل بقية الدروس. ولذلك يجب تطوير هذه التكنولوجيا لتصل إلى بقية العلوم الهندسية والإنسانية. وعلى الرغم من تقدم الذكاء الاصطناعي كثيرًا في السنوات الأخيرة، إلا أن النظام لا يزال يحتاج إلى تحسينات وتطوير كبيرة، كما رأينا في تجربة الجامعة في جامعة هارفارد، حيث بدأت في تنفيذ النظام بفريق صغير، ومن ثم توسعت فيه. كان به بعض الأخطاء الفنية ولم يصل إلى درجة الدقة التي يمكن تحقيقها. الاعتماد عليه بشكل كامل، مما يعني أن الحاجة إلى المعلمين لا تزال قائمة، لكن عملهم قد يختلف من المتابعة المطلقة إلى أن يكونوا أكثر مرونة، وإلى التركيز أكثر على التفكير الإبداعي والتوجيه. [ad_2]