كتبها حسين احمد الكلدي
متابعات فهيم الامير
في مطلع العام 2002م، أسستُ شركتي الخاصة
في هونج كونج وجمهورية الصين الشعبية (كوانزو)
تحت اسم: شركة إخوان كلد الدولية للتجارة المحدودة.
في تلك المرحلة كان أكثر ما يؤرقني هو صغر سن أطفالي الذين كانوا في طفولتهم المبكرة جدًا بينما كانت والدتي – رحمها الله – عندما كانت تقيم معهم في مدينة جدة و كانت تعارض غيابي المستمر بشدة أثناء سفري الدائم وفي الوقت نفسه تدعو لي بالتوفيق . وعندما دعت الحاجة إلى اتخاذ ذلك القرار الصعب والمصيري بالنسبة لي تحملت ذلك العبء الكبير وشعرت بغربة مضاعفة حينها ولكنني كنت مصممًا على السعي لتحقيق الأهداف التي رسمتها مسبقًا وكنت أدرك تمامًا أن الإدراك الجيد لأولوياتي هو الأساس لاتخاذ قرارات أكثر حكمة وتوازنًا وبناءً على ذلك أوكلت إلى أخي مسؤولية رعاية أطفالي جنبًا إلى جنب مع أبنائه نظرًا لأننا كنا متجاورين في نفس العمارة وشركاء في العمل ولم يكن لدي أي خيار آخر على الإطلاق وقررت خوض التجربة وتحمل المسؤولية لانه كان انبهاري بقوة النجاح الذي حققه زملائي ورغبتي في الاقتداء بهم كان دافعًا كبيرًا لي لاتخاذ نفس المسار وقد سبق لي أن خضت تجربة في مجال التصدير مع شركات سبقتني في هذا المجال وحينها طرحت على نفسي سؤالًا محوريًا هاما ما الذي يلزمني فعله لتحقيق النجاح والاستمرارية في المستقبل ؟ وقد كانت هذه الخطوة حاسمة ومفصلية لضمان البقاء في السوق والاستمرارية ومع ذلك شعرت بقلق بالغ جدًا نظرًا لأن رأس المال الذي كنت أمتلكه كان محدودًا بينما كانت خططي وطموحاتي تفوق إمكانياتي بكثير. ومع ذلك كنت دائمًا أستحضر في ذهني مقولة ملهمة هي : ركز على ما ستحققه غدًا. لا على ما تمتلكه اليوم . أو ما أنجزته بالأمس. حينها حرصت باستمرار على الحصول على التوجيه الإداري وتعزيز طريقة عملي من خلال قراءة الكتب والاطلاع والتعليم المستمر والبحث في المكتبات عن كتب تطوير الذات وكانت تلك الفترة هي اول مرة احصل فيهآ على لاب توب وساعدني في الاطلاع والتعلم برا مج الوورد والاكسل ولاول مرة اعمل ايميل خاص اتراسل مع الاخرين من خلاله وفي تلك الفترة استشرت إحدىالشركات المتخصصة في مجال ريادة الأعمال حيث التقيت بأحد المستشارين هناك وكانت نصيحته بسيطة ولكنها بالغة المعنى والتأثير قالها بنبرة حاسمة كن مطلعًا ومتميزًا فيما تعمله لأن التطوير والتعليم هما المعيار الأساسي للتميز ومنذ ذلك الوقت اصبحت هذه النصيحة مبدأً أتبعه لتقييم أدائي في جميع المراحل حيث أركز دائمًا على دراسة ما يفعله النخبة في مجالي وأحاول تطبيقه بما يتناسب مع إمكانياتي دون مبالغة وقد قرأت قاعدة أساسية في كتاب لأحد الموجهين تقول: “الإدراك يسبق الاختيار، والاختيار يسبق النتائج. ومع التعلم ستكتسب إدراكًا جديدًا يساعدك على اتخاذ قرارات أفضل. ومع اتخاذ القرارات الصائبة ستحقق نتائج أكثر نجاحًا إن أفضل استثمار يمكن أن تقدمه لنفسك هو أن تستثمر في التعلم لترتقي بمهاراتك إلى مستوى التميز تعلم من أمهر القادة في مجالك للبقاء على القمة وخصص وقتًا للقراءة والتطوير جنبًا إلى جنب مع قضاء وقت ممتع مع أسرتك في فترات الإجازة الأسبوعية تجنب الانخراط في نقاشات عقيمة لا تفيدك سواء في حاضرك أو مستقبلك ركز على تحسين مستقبلك ومستقبل أبنائك فهم أغلى استثماراتك على الاطلاق مع الحرص على تعميق العلاقة معهم والحفاظ على ترابطهم وتقوية العلاقات بينهم وبين افراد الاسرة كاملتا ويجب ان تحافظ على صحتك بقدر الإمكان. وابتعد عن المعوقات التي تتمثل في الخوف من الفشل أو المماطلة في مواجهة الحقائق عند ارتكاب الأخطاء هذه العوامل لن تساعدك وستفقدك الثقة بنفسك. أيضًا تجنب الصحبة التي لا تتناسب مع أفكارك وآفاقك الشخصية فالأشخاص السلبيون الذين يتسمون بالتشاؤم والإحباط يمكن أن يعيقوا تقدمك وتطورك. وأخيرًا تمسك دائمًا بالمغامرات المحسوبة إذ إن أفضل طريقة لمعالجة مخاوفك هي أن تواجهها مباشرة وتفعل الشيء الذي تخشاه.
حسين بن أحمد الكلدي