رواية البعض لا يستحق الحب الفصل الثاني 2 للكاتبة ناهد خالد
رواية البعض لا يستحق الحب الجزء الثاني
رواية البعض لا يستحق الحب الجزء الثاني
رواية البعض لا يستحق الحب الحلقة الثانية
_ والله أعتقد أن زكريا ليس من أفراد الأسرة. زكريا رجل ويعرف ما يريده جيدًا. ولو كان لديه شك ولو بنسبة 1% في أنه لا يريد هذا الجواز أو قد لا يكمله، لما استمر معي كل هذه المدة، ولأطمئنك الأمر ليس كذلك على الإطلاق.. ال القصة هي أننا لم نحصل على النصيب بعد، والله لم يحصل عليه بعد.
وعلقت زينب مرة أخرى قائلة:
_ نعم ولكن لكل شيء سبب، فمن غير المعقول أنك لم تفكر في الذهاب إلى الطبيب لمعرفة ما هو سبب التأخير؟
صبرت وأجابت:
_ لا، ذهبنا بالطبع، وأكد لنا الطبيب أنه ليس لدينا أي اعتراض.. ولكن الوقت لم يحن بعد، وحينها لم نكن مستعجلين في مسألة الخلافة. يعني في يوم من الأيام سيحدث في الوقت الذي حدده الله.. والحقيقة أن زكريا في هذه الفترة لا يريد أن يصرفني عنه شيء. .
قالت جملتها الأخيرة بمكر أنثوي خفي وابتسامتها المستفزة لا تزال على شفتيها، حتى أثارت استفزاز الشخصين الجالسين أمامها، فنهضت أمه وقالت بغضب:
_أنا هجهز نفسي لسه في عندي حاجات كتيرة عايزة أعملها، وأنتي يا زينب شوفي اللي خلفك، مفيش إجازة حتى لا نتأخر على زفاف ابن خالتك..
ثم نظرت إلى نغم بابتسامة صفراء وقالت لها:
– البيت هو بيتك طبعاً، لكن ليس لدينا مشاعر كما ترى.
فأجابت في المرة الأخيرة بنفس الابتسامة:
– لا إطلاقاً يا عمتي. بالطبع استطيع. خذ وقتك.
************
وقت الاحتفال..
كانت أنيقة ومتألقة بجوار زوجها الحبيب، بفستان رائع يناسبها تمامًا، ذو لونه الوردي المميز، وتشبثت بذراعه، مبتسمة بثبات رغم توترها الداخلي، ولم يتوانى عن دعمها وتحفيزها. مما هدأ من قلقها قليلا..
استطاعت أن تلاحظ أنظار الجميع موجهة نحوها، كما توقعت مسبقاً. وبالطبع كان الجميع مهتمين برؤية زوجة سليل العائلة التي لم يروها من قبل. وتنوعت نظراتهم بين الإعجاب والتمحيص، وأخرى بالازدراء الذي يخص أمه وأخته. جلست معهم على طاولة تخص نساء العائلة، وتركها ليذهب إلى مجمع الرجال وبدأ. نقاش حول الطاولة..
– لا بس مرات ابنك زي القمر يا سهير.
_أوه، بالطبع، هذا ليس اختيار ابني. كما تعلمون، زكريا لم يختر دائمًا سوى ما يرضي العين، لكن هذا يعني أحيانًا أن الإنسان يخطئ أيضًا.
استغربت السيدة الأخرى من حديثها وسألتها:
– ماذا تقصد بهذه الكلمات؟
ضحكت بهدوء وهي تقول لها:
– لا، لا أقصد أي شيء على الإطلاق. أنا أتحدث عن الناس بشكل عام، وليس عن زكريا.
واقتنع الجميع بتصريحها، لكن لم يعلق أحد على الأمر. وبعد ثوان قليلة توجهت إليها امرأة أخرى بالحديث قائلة:
_قل لي ما اسمك؟
ابتسمت لها وقالت لها:
_ اسمي نغم.
_واو، اسمك جميل ومميز أيضًا.
_ شكرا لك، هذا لطف منك.
_قولي ايه السر اللي كل الفترة دي زكريا كان يخفى علينا وكل ما كنا نسأل طنط سهير أو زكريا نفسه يطلعوا بحجج مش مقنعة بس كنا نعول عليها يعني .. لكن بما أنك أتيت أمامنا أخيرًا ورأيناك، يا ترى ما هو السبب في كل هذا؟ والأغرب من ذلك أنني لم أحضر حفل زفافك حتى. لا أريد أن أقول لكم كم شخص في العائلة زعلان من زكريا، وفي ناس قاطعوه كمان.
توتر جسدها بالكامل وتحركت عيناها بحثًا عنه، لكنها لم تراه قريبًا منها، وفي الوقت نفسه كان عقلها يعمل بسرعة حتى تتمكن من العثور على إجابة مناسبة ومقنعة، ولكن قبل أن تتمكن من التفكير في هل من جواب، كانت زينب تغمز إحدى الفتيات سراً قائلة:
– المهم الآن أننا نريد أن نعرف نغم من عائلة من؟ يعني فين أبوك وأمك ليه مش موجودين معاك؟
وهنا تلاشت ملامحها تماماً وامتنع لسانها عن الإجابة، فوجهت تلك الفتاة السؤال إلى سهير التي أجابت بأسف مصطنع:
– طبعا كلنا عارفين أن محدش يختار نسبه أو عائلته أو حتى ظروفه، ولهذا السبب نغم يا حبيبتي لا تعرف من هي عائلتها.
وتنوعت ردود الفعل بين الصدمة وعدم الفهم، وخرجت شهقة من أحدهم تسأل إحداهن:
_ كيف؟ هل ضاعت منهم؟
ردت سهير بنفس ملامح وجهها التي تعبر عن تعاطفها:
_ لا لا ليس هكذا . إنها لا تعرفهم على الإطلاق. يعني يا له من عار. كبرت ووجدت نفسها في ملجأ ولم تعرف من هي عائلتها أو ابنتها. وبطبيعة الحال، هناك الكثير من الناس مثل هذا. وللأسف في ناس كتير بيحصللهم الكلام ده ولا يبقى في أيديهم.. ولهذا ليس من المفترض أن يتعامل معهم المجتمع. بقرف أو قرف ولا يحملهم المسؤولية لأنهم ليس لهم ذنب صح أم ماذا!؟
كيف يمكن أن تكون قاسية جداً؟ هذا ما سألته نغم لنفسها والدموع تملأ عينيها، وشعرت وكأنها تشعر بالأسى بسبب الإذلال العلني المفرط الذي تعرضت له. وتبادر إلى ذهنها سؤال آخر: هل أحضرتها إلى هنا لإهانتها؟
– زي ما قالت أمي بالظبط، ده طبيعي عند ناس كتير.
وانبعث صوت “زكريا” وهو يقترب منهم فجأة ويسمع والدته تتحدث عن زوجته. التفت إليه الجميع منتظرين منه أن يكمل حديثه، لكنها التفتت إليه تتوسل إليه المساعدة في عينيها وتلومه على تركها… ما كان عليه أن يرحل أبدًا.
– هل رأيت حتى زكريا أيد كلامي؟
قالتها سهير وهي تبتسم وهي تسمع جملة ابنها وتابعت:
– هل عرفتِ لماذا لم يرغب في إظهارها لها في المقام الأول؟ قال إنهم يعتقدون أنك قد تتحدث عنها أو تنظر إليها نظرة سيئة أو شيء من هذا القبيل، لكنني قلت له لا يا حبيبتي. عائلتنا لا تهتم بالنظرات والهمسات ومثل هذا الكلام الفارغ. وبعد ذلك، طالما قمت بخطوة، يجب عليك أن تأخذها، وتعرف. العائلة كلها معها، وأمل لن تكون واحدة منا بعد الآن.
_ ماذا تقصد! ماذا تقولين يا سهير؟ تضم عائلتنا فتاة مجهولة النسب. يجب أن نتوافق مع أولئك الذين يكرموننا. وهذا محمد عروسه بنت سفير يعرف معناها!
_زكريا كيف فعلت ذلك؟ ألم تفكر في عائلتنا ومظهرها وسمعتها؟ فقط فكر في نفسك.
ولم ينتبهوا لوجودها ولا لاستماعها لكل ما يقال. تجولت عيناها بينهما تستمع إلى اتهاماتهم التي وجهوها لها لكي تذبحه كما تذبح الضحية بأمر صاحبها!
هو يتابع….
لقراءة الفصل التالي: اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية البعض لا يستحق الحب)