رواية عمر وإيمان الفصل الثالث ج3 تأليف صفاء محمد
رواية عمر وإيمان الجزء الثالث
رواية عمر وإيمان الجزء الثالث
رواية عمر وإيمان الحلقة الثالثة
: عمر !
– نعم إيمانه
: إلى أين أنت ذاهب بهذه الطريقة؟
– سأذهب للقاء مريم، ادعي لي بالبقاء
أي في صوت شيء ينكسر، أوه، أنت تفهم، هذا هو قلبي
أجبته بألم أنه إذا خرج فلن يكون هناك مكان له
: الله يكون معاك ويوفقك
– شكرا لك إيمان
– يلا خليك عشان ما تتأخرش وتدخل للداخل، ولا تقف في البلكونة بسبب الشباب، ولا تفعل ذلك ولا تنتظر لأني يمكن أن أتأخر.
سأبنيه وأمشي وهو سيأخذ روحي معه بقدر ما يؤلمك الحب من طرف واحد ويشعرك بالمرارة. هذا صعب. أنت لا تشعر بالعالم لأن قلبك، يا عيني، قد وقع في حالة من الفوضى ولديك حب من طرف واحد.
لقد نسيت أن أقدم لكم. انا ايمان عمري 22 سنة خريجة فنون جميلة. لدي مكان مثل هذا خاص بي حيث أرسم لأي شخص أريده. هذا عمر ابن عمي عمره 26 سنة. وهو خريج حاسبات ومعلومات ويعمل في شركة طارق السلاب متخصص في شبكات تكنولوجيا المعلومات. أعيش معه ومع خالتي فقط بسببي أنا وأبي. ماتت أمي، أمي أولاً، ثم والدي، وكان والدي ولي عمر لي لأنه كان يعلم أن عائلته لن تتركني وسيحاولون أخذها لي واتركني لمن تقدم.
طبعا فهمت أني أحبه من جهة، ومهندس القمر يحب شخصا معه في الشركة ويحاول أن يجعلها تحبه، وهي بالفعل الفتاة التي تراها غير مقبولة. ولا أعلم ما الذي يحبه فيها، أي الموكوسا ابن الموكوساس.
-إيمانه…إيمانه
استيقظت على عينيه البنيتين اللتين لم أتمكن من رؤيتهما، اثنتين منهما
: أين أنا؟
-لم أقل لك أنني سأتأخر، لماذا انتظرتي يا ابنتي؟
: كنت أنتظرك
-حسنا هيا نامي في غرفتك
: ألن تأكل؟
-لا، مريم وأنا أكلنا
بلعت ريقي وتكلمت من الألم
: ماذا فعلت معها؟
-غداً سأخبرك بكل شيء
: لا، أخبرني أن فضولي سيقتلني. سأقوم بإعداد كوبين من القهوة المطحونة وسنجلس في الشرفة وستتحدثين معي لبضع ثوان.
ركضت أمامه قبل أن يقول: لا، أريد أن أعرف ماذا فعلوا ليخففوا من آلامي برؤيته سعيداً. هذا سوف يخفف من تعبي قليلاً.”
: أنا قادم
وضعت القهوة على الطاولة، لكني وجدته جالسًا ينظر بعيدًا ويشعر بالحزن
ما عندك يا عمر سرحان؟
– لا، إيمانه
: لا، لماذا تبدو قلقا ومختنقا؟ أخبرني، هيا، سنتحدث مع بعضنا البعض طوال حياتنا. تعال.
لقيته بيتنهد بطريقة مخنوقة وكمل وقال
لا أعلم يا إيمان أرى مريم وأشعر بالانجذاب إليها، ولكن عندما أجلس معها أشعر أنها غريبة عني، ولا أشعر بأنني مهتم بمعرفة أي شيء عنها، حتى أتمكن من قضاء الوقت معها، و خلاص رغم إني رايح على أساس إني رايح أقابل حبيبي والجو ده بس لا مش حاسس كده. أنا معها
نظرت إليه بعد أن تناولت بعض القهوة وقلت
: هل تحبها يا عمر؟
– وهذا يدل على إيمانه
في الحب لا يوجد فرق بين أنك تحبها أم لا. ليس هناك أرضية مشتركة
-أشعر بالانجذاب إليها فقط
نظرت في عينيه بشدة وأخرجت فنجان القهوة من يدي وقلت
إنه ليس حباً يا عمر. الحب هو حالة الطمأنينة مع من تحب. تحب مشاركتها. حتى لو وقعت من على الكرسي تجد نفسك تتحدث معه بلهفة هكذا. وإلا فإذا غاب عنك ثواني ينقلب يومك وتشعر بشوق كبير إليه، وعندما تراه هكذا يزداد شوقك إليه. سيكون لديك حالة من الولع به وبتفاصيله. ستهتمين بأصغر شيء في حياته، لكن ليس كل شيء ضروري، لكن المهم أن تهتمي به. إذا كان قلقًا، ستعرفين كيف تطمئنينه. يكون سعيدًا، ستعرف كيف تزيد من فرحته وتشاركه معه، وإذا كان حزينًا، ستعرف كيف تخرجه من حالة الحزن هذه بكل سهولة لأنك تعلم. وأين سر سعادته؟ سر سعادته هو أنك معه في كل لحظة. تغار عليه من نظرات أي شخص. لماذا لا تستطيع سماع أي شخص يتحدث عن الوحش؟
أو لو تكلمت عنه بلطف، سيكون أن هناك من يفكر فيه لأنك تشعر أن من حقك أن تتحدث عنه بهذه الطريقة، وفي نفس اللحظة تظل فخوراً به. هذا هو الحب الحقيقي، والحب لا يمكن وصفه. بل إن هذا وصف للحب، لأن الحب هو مواقف ومشاعر نعيشها ونشعر بها، وليس وصفها. ..
أنهيت كلامي وكنت أقول شيئا عما أشعر به معه لكنه لا يشعر به
وجدته يصلي هكذا فقال
– عندك حق يا إيمانة مع كل كلمة طلعت وأنا بقول إني مش بحبها. هذا صحيح، ولكن القليل هل تعرف كيف تقول ذلك عن الحب؟
سكتت ولم أعرف ماذا أقول، على الأقل قلت: أحبك يا عمر. لا، ومن جهة أيضاً، وبسبب قسوتك، كنت تطلب مني أن أحضر شيئاً لصديقتك، أي في عيد ميلادها، وكنت تسمح لي أن أختار معك فرصة الخروج معها.
كنت أصلي هكذا وهو يقول ذلك وأحسست به يختنق وهو يقول ذلك
– لا تقعي في الحب يا إيمان
نظرت إليه وقلت له بشجاعة
: وحرام يا حياة الحب
لقيته في حيرة شديدة وتابع وقال
-لا، لكنك مازلت صغيرًا، ركز على عملك، لكن دعنا نذهب للنوم لأن لدينا عمل غدًا ولا تفكر مرة أخرى في الحب، هيا.
وعاد كل منا إلى غرفته. غرفتي كانت شاهدة على صرخاتي ودموعي كل يوم، وعلى لحظات ألمي من هذا الحب. صليت قليلاً لعلني أرتاح، وقرأت القرآن ونمت. أغمضت عيني وحاولت ألا أفكر.
__♡♡♡♡
= قومي يا خالتي، عندك شغل يا حبيبتي
صباح الخير يا أحلى خالة في الدنيا
= صباح الخير يا عيوني. يلا استعدي وحافظي على الإسفلت عمر بصحة جيدة حتى لا تتأخري وأنا سأجهز لك الفطور.
خرجت خالتي وأنا أبكي، فقمت وصليت ولبست ملابسي وخرجت لأصحى يا عمر.
طرقت الباب، لكن لم يرد أحد. ظللت أقول آسف، ولكن لم يكن هناك رد. فتحت الباب ودخلت وسمعت صوت الماء في الحمام. لقد فهمت أنه كان يستعد، لكنني قررت أن أقوم بدورة سريعة في الغرفة قبل أن ينتهي. دخلت وبدأت أنظر إلى صورته وهو صغير وهو بين أصدقائه مثل ضحكته. بن القمير مجنون، كم هو مضحك، ضحكته تحبس الأنفاس
أوه، لقد سقطت بسبب الاضطراب الذي أنا فيه
نظرت وأغمضت عيني بسرعة واستدرت إلى الجانب الآخر
– أيوه تقدري تدخلي غرفتي وتكسري صورتي وتفتخري يا إيمانة صح
: أنا…دخلت أقولك يلا للعمل بس لما شفت الصورة قلت هشوفها وما قصدت أكسرها بس يعني مريت بها عندما رأيتك هكذا.
-حتى لا تلعب باحتياجات الآخرين
: أتحدث أكثر وأرتدي ملابسي للخروج
-ثواني
– خلاص يا بنتي خلاص
: جديا وأخيرا
فتحت عيني وجدته يرتدي الطقم الذي اشتريته له في عيد ميلاده الأخير، بنطال لونه غامق، تي شيرت أبيض، فوقه هودي أسود، وكوتشي أسود. فكان قمر بن الناس هو من سرق قلبي لأول مرة.
-ما هو رأيك ؟
قمرار : يعني شكلك جميل فيه
-وأنت أيضا لبضع ثوان، ولكن هذا كل شيء
: أي؟
-إيمان، لماذا ترتدين سترة قصيرة؟
نعم إنها قصيرة ولكنها طويلة
– لا يا هانم لو تحركتي
– ستستعد ساقيك، فغيريها بسرعة، وإلا فلن يكون هناك مخرج وسيصبح الحجاب أطول مرة أخرى.
: كم طوله؟
– لا، طول آخر، كلمة أخرى، لا وظيفة
لقد ضربت ساقي وخرجت بغيرة لأنه سيقول كلمة وينفذها
بعد حين
-نعم هذا جيد
: أبو، تبدو رائعًا يا عمر
-أنت تقول شيئا لم أسمعه
: لا، لا أقول ذلك
– هيا حسنا للعمل
=اذهب الله يحفظك. خذ بالك من ابن عمك عمر وإلا سيطير رأسك.
– متقلقيش يا ماما في عيني
نعم، اصمت. في كل مرة أحاول أن أنسى، تعيدني إلى المربع الأول بسبب كلامك
– هيا، إيمانه
خرجنا وهو ذاهب للعمل ووصل وهو في طريقه لعملي
دخلت حضانتي. عندي حضانة زي دي على النيل. وحولها حديقة كبيرة مليئة بالنباتات والأشجار ويوجد مقعد مثل هذا. يمكن لأي شخص أن يأتي ويجلس بين النباتات كما يريد ويفعل أيضًا ما يريد. الجو هنا جميل ولطيف، ويوجد أيضًا مكان مثل هذا. على النيل يمكن لأي شخص أيضًا الجلوس فيه، ويوجد أيضًا مشروبات صحية وقهوة، ولكن لا يتم تقديم القهوة للفرد أكثر من واحدة في اليوم، أما باقي العصائر والمشروبات الصحية فيمكن شربها على راحته، ولدي أيضاً صديقتي نور التي تعرف كيف تطهو المأكولات الخفيفة والوجبات الخفيفة والأشياء الخفيفة. استمتع بوقتك
كما أن أفضل وقت للجلوس هنا هو خلال شهر رمضان. الجو جميل. يمكنك أنت وعائلتك تناول وجبة الإفطار هنا. وهذا طبعا فطور جميل من يد صديقتي نور. إنها طباخة جيدة جدًا. كما أنها تقضي وقتًا بين الإفطار والسحور هنا، كما توجد أيضًا ألعاب ومسابقات. لطيفة تجمع البنات والصبيان معاً، والجو مليئ بالرحمة. نحن أيضًا نقسم جدولًا لكل يوم. سنحاول شيئا مرة واحدة. سوف نسمع تفسير سورة معينة وهكذا، وسنسمع مثلاً قراءة سورة معينة مع التجويد ونصلي بها جماعة. مازلنا في رمضان، نفرش سجادات الصلاة في الجنينة. ونجهزها لصلاة العشاء وصلاة العشاء
وتوصلت إلى فكرة أنني أحب لقبي، وأنني أرسم هنا. نعم يا شباب في ناس بتيجي ارسمهم أو أرسم حبايبهم ونعمل بورتريهات بكل الأشكال وكما تطلع أنا سعيد جدا بشغلي. هذه الحضانة تعني كل ما يجعلني أشعر بالراحة، والمميز أن هذه الحضانة لها مكاني. السر هو مكاني الذي هو أجمل منه..
دخلت الحضانة ونور لسه مش موجودة. فكرت في دخول غرفتي السرية
دخلت وشغلت الكهرباء واخذت نفس طويل وتنهدت مع تنهيدة شخص يتألم، شخص مع الدنيا ما تصلح معاه، ملطخ بالريحة والجاي، وأنا لم أخذ منه شيئا حتى الآن إلا الألم، لكنه صابر، صابر على من فيه يرجو اليوم الذي يأتيه بالخير ويسعد، ومن فرحه يظل مصدوما. لقد كان راضياً وحصل على ما يتمناه وأكثر..
وبعد فترة خرجت من الغرفة وأقفلتها بالمفتاح وخرجت. لقد وصلت نور
= هؤلاء الناس يحزنونني
: وأنت أكثر يا نوري
عانقتها ثم بدأنا الاستعداد لبدء العمل
وبعد نصف ساعة أصبحت الحضانة جاهزة. فتحنا الحضانة وانتظرنا الناس ليأتوا إلينا بمشاعرهم. نعم بمشاعرهم يهربون إلى حضاني، بعيدًا عن اختناقات الدنيا ومشاكلها. وكانوا يأتون ويستمعون للقرآن بصوت الشيخ إسلام صبحي فيجلسون يفكرون ويهدأون ويريحون عقولهم من الأسئلة.
كما نجلس معهم أنا ونور ونحاول التخفيف من توترهم وإسعادهم ببرامجنا التي يجدها البعض غريبة لكننا نجدها مريحة. يعني مثلا عملنا تحدي بين كل اتنين. مرة اللي بيعمل احلي طبق بيض مقلي هيكسب هدية وحاجة جميلة زي دي، ومرة عملناها اللي هيرد عليا. والسؤال هياخد هدية وتكون أسئلة في المجال اللي بيطلبوه. ستكون الأجواء مشحونة بالتحدي، وسنشغل عقولهم أيضًا.
بدأنا العمل، والضحكة على وجوهنا لم تفارقنا أبدًا
وبعد الساعة 12 الظهر فجأة لقيته داخل علياء قلقان..
هو يتابع….
لقراءة الفصل التالي: اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عمر وإيمان)